الحرية وعذابات البشرية

د.محمد العبدة

الكاتب البولندي ( فلادسيلافشيفسكي ) الذي اعتقل في بولندا ( 1946- 1953 ) بسبب نشاطه في حركة تضامن ، يكتب من السجن : ” من ينقذ حياة واحدة كأنه ينقذ العالم بأكمله ” ويكتب صاحب رواية ( القوقعة ) : ” من الذي اخترع السجن ، هل هناك سجين واحد في كل الأزمان وفي كل السجون قضى في السجن عاما واحدا أواكثر ثم عندما يخرج يكون هو هو “. ويكتب ( فارلامشالاموف ) الذي قضى في الإعتقال خمسة وعشرين عاماً : ” لايوجد حصان يمكنه احتمال مايمكن أن يحتمله بشر في معسكرات سيبريا الستالينية الأمل هو الذي يبقي الإنسان في أصعب الظروف “, ويضيف الكاتب السوفييتي (الكسندر نكرتش ) عمليات الإبادة التي قام بها ستالين ضد الشعوب الصغيرة , قال: أقيل الجنرال (جيريجور نكو) وتم إعلانه مريضاً عقلياً بإعادة الإعتبار لتتار القرم والسماح لهم بالعودة إلى أوطانهم “. “وتكشف الأرشيفات التي كانت سرية في الدول الشيوعية أن أغلب آليات الاعتقالات أو الإعدامات الجماعية كان دافعها الإنغماس في نزعة التبليغ ضد الآخرين. إنه تشويه أخلاقي للإنسان , فالديكتاتورية الشيوعية كانت أكثر إجراماً ووحشية وأعنف دماراً مما اتهمها أقسى منتقديها التفسخ الأخلاقي كان بفعل التجنيد القسري للمخبرين ” حقا من اخترع السجون التي تهدر فيها كرامة الإنسان ؟ لقد طال أمد الاستبداد في سورية ، وزرع أشواكاً وحنظلاً , والواجب هو اقتلاع جذور هذا الاستبداد حتى لا تعود مرة ثانية بلافتات جديدة تموه على الناس , والواجب هو الحذر من الذين يحاربون الاستبداد ولكنهم يملكون الاستعداد لممارسته إذا وصلوا إلى السلطة. إن جذور الاستبداد تتمثل في فئتين : فئة الطغاة البطاشين الظالمين وفئة المشايخ الذين يبررون أفعال هؤلاء الطغاة ويسبغون عليها شرعية كاذبة وكلاماً يلبسون به على عامة الناس .

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s