ذكرني ماقام به السيد رجب طيب أردغان زعيم حزب العدالة والتنمية في تركيا من مشاركته لبعض الشيعة في تركيا في أحزان عاشوراء، ذكرني بما قام به الصاغ صلاح سالم عضو مجلس الثورة في انقلاب 1952 قام هذا الضابط بالرقص عاريا عندما زار بعض المناطق الأفريقية ووجد أفراد القبيلة هناك يرقصون عراة فرقص معهم ، وهو يعتبر ماقام به قمة السياسة وقمة الدبلوماسية
لاأدري ماالذي دفع السيد أردغان إلى هذه المشاركة وأن يتكلم بأحاديث موضوعة، هل هو الحرص على الصوت الإنتخابي ، وهل هذا الحرص يؤدي إلى المشاركة في شئ لايقره عقل ولادين ، أم هي سياسة ( الصفر ) التي تنتهجها تركيا في هذه الأيام ، وهي أن تكون مسالما مع الجميع ، أي ليس هناك أعداء أبدا وهذا شئ مخالف للمنطق السياسي أوالعقائدي فالدنيا لاتخل أبدا من حق وباطل ، ولننظر إلى أوروبا وأمريكا والصين 000 كل كتلة أودولة لها سياسة تخدم مبادئها ، لماذا يقاتلون في أفغانستان ، ولماذا الصراع على أفريقيا ، ولماذا هذا الحقد على السودان ومحاولة تمزيقه وتفتيته . هذه الدول لها مصالح اقتصادية ولكن ضمن الأهداف العامة ، أمريكا لها هدف في بترول العراق ولكن الهدف الأكبر هو إضعاف دولة عربية قوية . وهل يمكن أن تكون سياسة دون مبادئ تشدها برباط وثيق حتى لاتنفلت من عقالها . أم كل هذا من أجل صفقات تجارية ، صفقات البترول والغاز ؟
ألا يخشى السيد أردغان بهذا التصرف أن يخرج له كل يوم فرقة ومذهب ويقولون له : نريد حقوقنا ولغتنا وتميزنا ، وهكذا تغرق تركيا في هذه الديمقراطية المائعة ألا يخشى أن يخرج له كل يوم ثعابين ووحوش تنهش من هذه الدولة التي بدأت تخرج من الأتاتوركية وبدأت طريق النهضة . وإذا كان في بلد ما مذاهب وفرق أوتعددية إثنية ولكنها تحترم رأي الأكثرية ولاترتبط بجهة خارجية ولهم بعض الشعائر فهل من الضروري أن نوافقهم على شعائرهم أم الأصل أن ندعوهم إلى الهدى وإلى الطريق السوي .
ثم إن الذي أعلمه أنه لايوجد شيعة اثنا عشرية في تركيا فمن أين جاء هؤلاء ؟ نعم يوجد في تركيا طائفة تسمى ( علوية ) وهي قريبة جدا من النصيرية ، والإعلام العجيب يقدر عدد هؤلاء الشيعة بثلاثة ملايين ،تماما كما كان هذا الإعلام يكذب ويزور الحقائق عندما كان يقول : أن نسبة الشيعة في العراق هي 60% أوأكثر ،إذن أين السنة وأين الأكراد السنة .
وإذا كنا نؤيد السيد أردغان في خطواته في إبعاد العسكر عن التسلط على القرار السياسي ،وخطواته في طريق التصنيع ، وأن يكون لتركيا دور إقليمي فاعل ، ولكن نرى من الواجب أن ننتقد ( سياسة الصفر ) .