رسائل إلى الشباب: في الجامعة

إذا كنت تتعلم أيها الشاب في جامعات الغرب، فكن كالطير الذي يلتقط الحبة ويفلت من الصياد، وكن كسيدنا إبراهيم عليه السلام ، حين أُخرج من النار ، وكانت بردا وسلاما عليه. خذ العلم وكل ما يفيدك ويفيد الأمة، ولكن احذر من هذه المادية التي تلف المجتمع الغربي ، ومن هذه الشكوك التي يبثونها حول الدين، وكأنهم وثنيون في داخلهم ، قد أعمى بصائرهم هذا التقدم العلمي وهذه الهيمنة في العالم. إن طرائقهم في التدسس والدخول إلى عقل الطالب ، وطرائقهم في بث الشبهات كالحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي، بل إن هذا الحامض أشد قوة أو تأثيرا من أي مادة كيمائية.

قد يعاني بعض الشباب من صراع داخلي في أنفسهم ، حين يرون في الغرب مناهج بحث وعلم وجامعات متقدمة واهتمام بالطلبة، ومن جهة أخرى يرون كثيرا من مظاهر التخلف التي تحيط بالعالم الإسلامي وهو تخلف في كل المجالات: العلمية والسياسة والاقتصادية إن هذا الصراع علامة ايجابية لأنه دليل على النفس التواقة المتشوقة لحل هذه المعادلة ، وهذا يعني أنهم ما زالوا يحتفظون بعقيدتهم وقناعاتهم، ولكن النفس تسعى للوصول إلى درجة اليقين، وهذا القلق علامة إيجابية عندما يكون البحث عن الحق بطرق علمية صحيحة، وبنفس هادئة تسأل وتناقش سؤال المتعلم لا سؤال المتعنت.
هؤلاء الشباب المتعلم في الجامعات والذين يجمعون بين العقيدة السليمة والعقل المتفتح هم الذين لا تستطيع فلسفة هدامة أو دعوى منحرفة أن تبعدهم عن الطريق الصحيح، هم الذين لا يرضون أن يبيعوا ضمائرهم مهما على الثمن. هم الذين تُعقد عليهم الآمال في تغيير الواقع بالعلم النافع والإيمان الصادق. والعلم النافع يؤثر كما أثرت عصى موسى عليه السلام في الحجر فانفجر منه الماء.
تعلم أيها الشباب ما تشاء أن تتعلم من فنون العلم حيث تخدم أمتك، خذ العلم من أي مكان ولكن مع الاعتزاز بالنفس والاعتداد بدينك وحضارتك، ولا تكن واهن القلب مكسور الجناح.     

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s