البيروقراطية : الفيل الأبيض الذي ينبغي قتله

ربما تكون أغلبية الناس ليست على وعي بحجم المأساة وحجم الدمار النفسي، وحجم إهدار الوقت وإهدار الإنسانية للفرد والمجتمع الذي تمارسه البيروقراطية في الدوائر الحكومية.
الموظف الذي يتلذذ بتعذيب المواطن ، ويقول له : تعال غدا أو بعد غد أو بعد شهر . وكل هذا من قبيل الكسل واللامبالاة وعدم المسؤولية الأخلاقية. الموظف في الأسلوب البيروقراطي يدير شؤون البشر كأنهم مجرد أشياء ، يحول الكائنات البشرية إلى أرقام، يرتكب أفعالا في غاية القسوة ولكن ضميره مرتاح لأنه – كما يزعم – يقوم بواجبه.

وهذا الموظف يخشى المسؤولية الفردية ويحتمي وراء اللوائح والقوانين،أويحتمي وراء رؤسائه حتى لايقع تحت أي مسؤولية ، وينبع صلفه وتعنته من الروتين واللوائح وليس من الولاء للقلب الانساني. البيروقراطي في المستشفى يرفض استقبال مريض حالته خطيرة لأن اللوائح لا تنص على السماح لمثل هذا المريض، البيروقراطي الإجتماعي يمكن أن يترك إنسانا يموت جوعاً لأنه لايريد أن يفرط في تنفيذ اللوائح ، ومن طرائف البيروقراطية أن العالم المصري أحمد زويل الذي نبغ في أمريكا، يتسلم رسالة من الجامعة التي كان يعمل بها في مصر تنذره بالعودة أو أن تتخذ بحقه اجراءات الفصل؟!! أليس هذا مضحكا مبكيا، عالم يحصل على جوائز عالمية مهدد بالفصل من البيروقراطية القاتلة.
إن الشعوب العربية تعاني الويلات والعذاب من الدوائر الحكومية فهل تتفضل الحكومات العتيدة وتريح المواطن قليلا ليتفرغ لبعض واجباته، إن الإدارة المطلوبة يجب أن تقوم على التجاوب مع البشر وليس التطبيق الحرفي للنظم واللوائح.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s